الأحد، 16 أغسطس 2009

قانون المراغى يعيده إلى المحاماة من جديد


خالد الصاوي : دراستي للحقوق جعلتني محاميا لكل الشخصيات التى أجسدها


كتب : كمال سلطان
خالد الصاوي فنان من طراز خاص من مواليد الإسكندرية عام 1963, حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة 1985 ، ثم حصل على بكالوريوس الإخراج السينمائي من أكاديمية الفنون عام 1993 ، عمل بالمحاماة لفترة قصيرة ثم مساعداً للإخراج السينمائي مع خيري بشارة ومحمد خان ورأفت الميهى ، كما عمل مخرجاً تليفزيونياً بقناة النيل الدولية ، وبعض القنوات المتخصصة ، بدأ التمثيل على المسرح الجامعي واشترك في تأسيس الجمعية المصرية لهواة المسرح ، أسس فرقة الحركة المسرحية الحرة عام 1989 والتي جمعت بين أعضائها خالد صالح وفتحي عبد الوهاب ومحمد هنيدى ومحمد شومان , كتب وأخرج للمسرح فاز بجائزتي تيمور للإبداع المسرحي عام 01991
بعد تخرجه من كلية الحقوق عمل محاميا وصحفيا , وكانت له تجربة مع العالمية عام 1997 من خلال الفيلم التلفزيوني الأمريكي ""legend of the last tomb0

وقد بدأ خالد الصاوي العمل فى السينما وهو فى سن متأخرة نسبيا حيث كان قد جاوز الخامسة والثلاثين من عمره عندما اختاره المخرج السوري أنور القوادرى لتجسيد شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى فيلم سينمائي ورغم الإخفاق التجاري الذي واجه الفيلم إلا أن النقاد أثنوا كثيرا على أداء خالد الصاوي للدور وعلى براعته فى تقمص الشخصية التى انطلق بعدها متنقلا بين السينما والتلفزيون ليقدم العديد من الأدوار المختلفة والمتنوعة وان كان تركيزه فى العامين الأخيرين قد انصب على السينما إلا أنه يعود من جديد إلى التلفزيون هذا العام من خلال مسلسل "قانون المراغى" الذي يعتبر بطولته الأولى فى الدراما التلفزيونية حول دوره فى هذا المسلسل يقول الصاوي : أجسد شخصية محام شهير يدعى "هشام المراغى" وهو محامى انتهازي يقبل كل القضايا المعروضة عليه بغض النظر عما إن كان صاحبها بريئا بالفعل أم مدان وتتناول الأحداث علاقته بزملائه وبزوجته المحامية التى تتصدى للظلم وتدافع عن المظلومين مما يخلق تصادم بينهما , مع تعرضهما للعديد من المشاكل الشخصية التى تتحول إلى قضية رأى عام , ويطرح المسلسل عددا من التساؤلات مثل : لماذا يخون الرجل؟ , ومتى تعجز المرأة عن أن تسامح؟ , وكيف يمارس المجتمع طقوسا منافقة؟ ولماذا ندافع عن الشكل الاجتماعي على حساب العواطف الحقيقية؟ وماذا يربح الإنسان لو كسب كل شيء وخسر نفسه؟ 0 والمسلسل تمت كتابته عن طريق ورشة تأليف جماعي مكونة من نادين شمس وأحمد محسن ومحمد فريد وتحت إشراف السيناريست عزة شلبي ويشارك فى بطولة المسلسل غادة عبد الرازق ومفيد عاشور ورشوان توفيق ونور قدري وملك قورة ومن اخرج احمد عبد الحميد وإنتاج محمود بركة 0

وحول كونه متخرجا من كلية الحقوق وعمل لفترة كمحام قد سهل عليه مهمته فى هذا الدور قال : بالتأكيد استفدت من ذلك جدا بالإضافة إلى أن والدي أيضا محام معروف وألجأ إليه دائما لأستشيره فى أي شيء يخص الشخصية وهو ما فعلته أيضا عندما قدمت دور محام فى مسلسل "عيون ورماد" منذ عامين , وعموما فإن دراستي للحقوق قد جعلتني اعتبر نفسي محاميا للشخصية التى أجسدها مهما كانت غرابتها , فلو أنني مثلا أقدم شخصية مجرم فإنني أقدمها على أن هذا الشخص به شر ما وليس شريرا مطلقا , وأنا أتعامل مع التمثيل باعتباره فرصة لأكون شخصا آخر وأنا - كخالد – أساعد هذا الشخص فى التعبير عن نفسه أيا كان مكنونه 0

وعن وصوله إلى الشهرة والنجومية فى سن متأخرة يقول الصاوي : لم يقلقني وصول الفرصة لي فى سن متأخرة خاصة أن نجومية سن الأربعين لها مذاقها الخاص فهي أتت بعد تعب وجهد ومشوار حققت فيه ذاتي وكياني كممثل ومخرج ومؤلف وملحن أيضا فقد كنت أضع الموسيقى لأعمالي المسرحية فى فرقة "الحركة" , ولهذا أعتقد أن قراراتي واختياراتي فى تلك المرحلة سليمة ونابعة من خبرة , كما أن ظروف السينما اختلفت حاليا ووجدت فرصا تناسبني 0

وحول سر توقف انطلاقته الفنية بعد دوره فى فيلم "جمال عبد الناصر" رغم إشادة النقاد به كممثل جيد يقول : لست المسئول وحدي عن ذلك فهناك إشكالية تعانى منها مؤسساتنا وهى غيابها عن الدور الأساسي الذي يجب أن تلعبه فى اكتشاف المواهب فى جميع محافظات مصر وتنميتها وتسويقها , هذه مهام المؤسسات وإذا كان هناك فرق بين 1989 وبين الآن فهو أن الناس لا تغير رأيها فالناس والحمد لله تقول لي : "انت ممثل كويس" فالمطلوب من الممثل أن يمثل وأنا بعد أن قمت ببطولة فيلم جمال عبد الناصر ولم يحقق الفيلم النجاح المطلوب جلست بعدها فى بيتي عامين دون أن أجد الدور يعيدني إلى الناس فاضطررت فى النهاية لقبول أدوار صغيرة ظلت تكبر حتى وصلت للبطولة من جديد 0
وعن الدور الذي يعتبره نقطة التحول الحقيقية فى حياته يقول الصاوي : أرى أن دور "حاتم رشيد" الصحفى الشاذ فى فيلم "عمارة يعقوبيان" هو نقطة التحول الحقيقية فى حياتي والحقيقة أن الشخصية جذبتني منذ قرأتها على الورق لأول مرة ولم أجد أي حرج فى تقديمها على الشاشة وفى نفس الوقت أعذر كل من اعتذر عنها والحمد لله على النجاح الكبير الذي تحقق لشخصية على المستويين النقدي والجماهيري ورغم هذا فأنا لن أقدمه مرة أخرى ! لأنه دور غير قابل للتكرار فهو دور استثنائي وقد قبلت أداؤه لأن جمهوري من الصعب أن يفقد الثقة في , فملامحي وأدواري السابقة تؤكد على أنني إنسان سوى فلا يوجد شيء يخيفني من الموضوع , ورغم أن بعض الدول العربية منعت الفيلم إلا أننا فى مصر تاريخنا فى الفن طويل وشعبنا يستطيع أن يميز , كما أنها لم تكن المغامرة الأولى فى حياتي فلدى مغامرة قبلها فى فيلم "جمال عبد الناصر" وكذلك فى المسرح فى مسرحية "اللعب فى الدماغ" 0
على ذكر المسرح وجدتني أسأله عن سر هجرة الفنانين للمسرح بعد تحقيقهم للنجومية فقال : سأتحدث عن نفسي فقط ومن واقع تجربتي الشخصية فأنا قدمت بطولات على خشبة المسرح وكنت مسئولا عن العروض من الألف إلى الياء ومع ذلك بقيت معروفا لعدد محدود من الجمهور وهم رواد المسرح ولذلك فعندما طرقت السينما بابي لم يكن من السهل علىّ أن أضيع الفرصة أو أهملها , لكنني فى الوقت نفسه أعشق المسرح وأدين له بالكثير فيما وصلت إليه , ولذلك فأنا مستعد للعودة للمسرح فى حال وجود المنتج الذي يستطيع أن ينتج لي ولدى مسرحيات جاهزة مثل العروض التى قدمتها على مسرح الهناجر مع د0 هدى وصفى صاحبة الفضل الكبير علىّ , وعموما المسرح هو بيتي الأول الذي لاغني لي عنه أبدا 0
وكان طبيعيا أن أختتم حواري معه بسؤاله عما يفعله بعيدا عن الفن فأجابني قائلا : أقضى أوقات فراغي على الإنترنت حيث أقوم بوضع أشعاري ومقالاتي التى أكتبها على مدونتي الخاصة أو على موقعي , كما أنه فرصة جيدة لي لكي أتواصل مع جمهوري من الشباب وأتابع رأيهم فى أعمالي الفنية سواء من خلال المدونة أو من خلال موقع "الفيس بوك" الشهير 0
ومن خلال تلك المواقع الالكترونية يتطلع خالد إلى آراء جماهيره فى أعماله القادمة مثل دوره فى فيلم "الفرح" الذي يشارك فى بطولته أمام نجوم فيلم "كباريه" الذي عرض خلال العام الماضي ونال العديد من الجوائز وفيلم "ادرينالين" الذى يجسد من خلاله دور ضابط شرطة يحقق فى إحدى قضايا القتل وكذلك فيلم "السفاح" الذي كتبه الصاوي ويشارك فى بطولته أمام الفنان الشاب هاني سلامة بالإضافة إلى دوره فى مسلسل "قانون المراغى" الذي يمثل تجربته الأولى مع البطولة المطلقة فى التلفزيون 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق