الأحد، 16 أغسطس 2009

خلافات عمرو وتامر فتحت الملف من جديد

صراعات المطربين مسلسل متصل الحلقات
تحقيق : كمال سلطان
تفجر الخلافات بين نجمي الغناء عمرو دياب وتامر حسنى ليست الأولى من نوعها فى هذا الشأن وبالتأكيد لن تكون الأخيرة , واللافت للنظر هو أن عمرو دياب كان طرفا أساسيا فى أغلب تلك الخلافات سواء كانت بينه وبين أحد نجوم أو نجمات الغناء أو بينه وبين أحد منتجي ألبوماته الذين تعامل معهم قبل أن يوقع عقده الأخير مع شركة روتانا فى أواخر عام 2003 , ولعل أبرز تلك الخلافات التى مازالت رحاها دائرة هو خلافه الشهير مع المنتج محسن جابر والذي وصل إلى ساحات المحاكم وشكل مادة دسمة للصحافة والإعلام , وإن كان هناك ما يبشر بقرب انتهاء هذه الخلافات التى وصلت إلى ذروتها مع إعلان عمرو دياب عن تصويره لبرنامج "الحلم" الذي تضمن مشوار صعوده إلى قمة هرم الغناء فى مصر والوطن العربى وقام جابر وقتها بالاعتراض على البرنامج حين علم بأنه سيضم الكليبات التى أنتجتها له شركة "عالم الفن" وهدد باللجوء إلى القضاء ضد عمرو وضد قناة روتانا منتجة البرنامج , وقد رد عمرو على ذلك فى حينه قائلا أن عرض تلك الكليبات فى برنامجه سيسهم فى الدعاية لألبوماته القديمة مع عالم الفن 0
أما عن السبب الذي يدعونا لتوقع انتهاء تلك الخلافات وإغلاق هذه الصفحة فهو ذهاب عمرو دياب إلى جابر لتقديم واجب العزاء له فى وفاة شقيقته المهندسة سامية جابر وبقاءه إلى جواره حتى بعد انصراف المعزين وقد صرح جابر وعمرو بعد هذا اللقاء بأن ما بينهما أكبر من أن تؤثر عليه بعض الخلافات المادية وأن صداقتهما الكبيرة والقوية قادرة على إذابة أي خلاف 0
وخلافات كبار المطربين ليست وليدة هذه الأيام ولا تقتصر على أبناء هذا الجيل وإنما تعود لأجيال سابقة فقد نشب خلاف كبير بين المطربين الراحلين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ فى فترة الستينات بسبب تنافسهما على إحياء الحفلات الغنائية وكان أشهرها حفل الربيع الذي كان يحييه النجمين الراحلين فى توقيت واحد وكان كلا منهما يحاول استقطاب جمهور الآخر , وقد كان ذلك الخلاف مادة خصبة للعديد من الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية أيضا حتى استطاع الإعلامي اللامع طارق حبيب إنهاءه عندما استضافهما معا فى لقاء تلفزيوني انهيا خلاله هذه الخلافات وتعانقا فى نهايته 0
ولاينسى البعض أيضا خلافا قد نشب بين المطرب المصري هاني شاكر واللبناني فضل شاكر شابه الهدوء النسبي حتى أنهاه فضل عندما علم بوجود هانى فى لبنان فدعاه الى مطعم يملكه وسهرا معا وانتهى الخلاف 0
وتتوالى الخلافات , فتارة نجد خلافا بين السوريتين أصالة وميادة الحناوى وأحيانا نجد خلافا آخر بين اللبنانيتين نانسى عجرم وهيفاء وهبي أو بين المصريتين شيرين وأنغام وذلك بسبب التصريحات الصحفية التى تسقط فيها إحداهن فترد عليها الأخرى ليبدأ الصراع 0
ولكن تبقى خلافات عمرو دياب وتامر حسنى هي الأبقى والأكثر استمرارية , وتعود بدايات هذا الصراع إلى أواخر عام 2005 عندما اختارت قناة النيل للمنوعات من خلال استفتاء أجرته عمرو دياب كأفضل مطرب لعام 2005 بينما وقع الاختيار على تامر حسنى كصاحب أفضل أغنية مصورة عن أغنية "قرب حبيبي" وفى يوم الحفل اعتذر عمرو دياب عن الحضور بسبب مرضه , وعندما ذهب تامر حسنى وجد صور وبوسترات عمرو تملأ الأستوديو فطلب أن توضع له صور بنفس الحجم ونفس العدد والا انصرف عن الحفل فوافق القائمون على الحفل إنقاذا للموقف وكان تامر قد صرح بأنه لا يقل نجومية عن عمرو دياب فشن محبي عمرو هجوما قاسيا على تامر الذي لم يفوت الفرصة وبدأت حرب التصريحات الصحفية من جانبه للعديد من الصحف والمجلات والفضائيات أيضا 00 وبدأ الصراع 0
وخلال الحفل الذي أقامته مجلة "روتانا" مؤخرا بالقاهرة احتفالا بمرور أربعة أعوام على صدورها بدا أن الزمن يعيد نفسه وذلك عندما تم اختيار تامر حسنى كأفضل مطرب شاب من خلال استفتاء جماهيري أقامته المجلة , وتمت دعوة عمرو دياب لحضور الحفل كونه أحد نجوم شركة "روتانا" , وفى يوم الحفل اعتذر تامر حسنى عن الحضور وأرسل مدير أعماله نيابة عنه , فما كان من هالة الناصر رئيس تحرير المجلة إلا أن تجاهلت اسم تامر تماما وهى تنادى على المكرمين وذلك على الرغم من وجود صورته ضمن المكرمين فى الحفل 00 بقى أن نعرف أن عمرو دياب أيضا تخلف عن حضور الحفل !
وكانت هالة الناصر قد صرحت بأن لقب "البرنس" الذى حصل عليه تامر فى استفتاء المجلة كان يتنافس عليه أمام محمد حماقى ورامي صبري وأن اسم عمرو دياب لم يكن مطروحا فى تلك المسابقة , ونفت بشدة تعرضها لضغوط لحجب الجائزة عن تامر حسنى 0
وللعلم فإن تامر حسنى لم يكن الوحيد الذي تخلف من المكرمين فقد فعلها أحمد عز الذي أناب شقيقه لتسلم جائزته وكذلك انصرفت أنغام وشيرين قبل تكريمهما وتخلف وائل جسار عن الحضور 0
ومع طرح ألبومى عمرو وتامر فى توقيت متقارب جدا اشتعلت الحرب بين محبى كليهما عبر العديد من المواقع الالكترونية وأشهرها موقع الفيس بوك الشهير فعشاق عمرو دياب قامو بنشر تقرير يؤكد أن ألبوم "وياه" قد حقق مبيعات تخطت الثلاثة ملايين نسخة , بينما نشر عشاق تامر أخبارا مفادها أن ألبومه "هعيش حياتى" قد حقق أعلى مبيعات فى الشرق الأوسط وهو مالم يحققه فنان مصرى من قبل 0
والطريف أن المسألة انتقلت الى رسائل المحمول أيضا حيث قام تامر حسنى مؤخرا بتقديم بلاغ فى قسم الشرطة ضد فتاة اعتادت على إرسال رسائل له تحوى سبا وقذفا ضده , واتهم جمهور تامر الفتاة بأنها من جمهور عمرو دياب 0
وفى الحرب الإلكترونية يتفوق تامر على عمرو حيث أنشأ له محبوه ما يقرب من 24 منتدى بينما توقف عمرو عند 17 منتدى , أما على موقع "الفيس بوك"0 الشهير فقد اختلف الأمر حيث تم انشاء أكثر من 500 جروب لكلا النجمين ولكن عمرو دياب يتفوق على تامر بمراحل من حيث عدد الأعضاء فأكبر جروب يحمل اسمه يضم أكثر من 125 ألف عضو بينما يزيد أكبر جروب لتامر عن الألف عضو بالكاد !
وقبل أن نخرج من دائرة الحرب الالكترونية نذكر قصة توجيه تامر حسنى لإهانات لجمهور عمرو دياب عبر موقع الفيس بوك والتى رد عليها تامر بأن هناك من ينتحل اسمه على الموقع ويتحدث إلى الناس بأسلوب غير لائق وأكد أنه لا يدخل على هذا الموقع لأنه لا يملك حسابا يتحدث منه إلى الناس وأضاف ليست من أخلاقي الاستهزاء بالناس 0

استطلعنا آراء عدد من المختصين للوقوف معا على السبب الحقيقي وراء هذا الخلاف فجاءت آرائهم كالتالى :

الموسيقار الكبير حلمى بكر : كلنا نلاحظ جيدا أن عمرو دياب لم يتحدث ولم ينطق بكلمة , ولكن هناك جهات معينة تتبنى توسيع هوة الخلاف بينه وبين تامر حسنى , ويعد هذا الخلاف من وجهة نظرى خلاف بين أب وابن نظرا للفارق العمرى بينهما ولا يصح المساواة بين أب وابنه فهذا خطأ والعبرة فى النهاية بقيمة ما يقدمانه , وقد حدث هذا الأمر من قبل مع عبد الحليم حافظ عندما أرادوا أن يضعوه فى مواجهة مع أكثر من مطرب من الأجيال التالية له مثل محمد رشدى ثم محرم فؤاد ثم هانى شاكر لكن عبد الحليم بذكائه لم يسقط فى الفخ وكان فى كل مرة يحول دفة الصراع بعيدا عنه فمرة يجعله بين محرم ورشدى أو بين هانى وعماد عبد الحليم مثلا 0
وبسؤالي له عن خلاف حليم وفريد الأطرش رد بكر قائلا : عبد الحليم وفريد لم يكن بينهما خلاف وإنما فريد أراد أن يلحن لحليم لكن بعض اصدقائهما المشتركين لم يعجبهم ذلك فأشعلوا نار الفتنة بينهما حتى لا يتم هذا الأمر وقد حدث 0وكان لهم ما أرادوا 0
ويضيف بكر : نحن لم نسمع يوما أن عبد الوهاب أدخل نفسه فى مقارنة مع أحد , وعندما اختلفت أم كلثوم مع عبد الحليم فى أحد أعياد الثورة بعد أن قال كلاما اعتبرته هجاءا فى حقها لم تسامحه طوال عمرها ولم تتحدث إليه حتى رحيلها 0
وكون عمرو دياب صامت حتى الآن فإن ذلك قد جعل القضية تكبر ولو تكلم ورد على تامر فإن الأمر سيكبر أكثر من ذلك 0

يقول الموسيقار يحيى الموجى : عمرو دياب وتامر حسنى يقدمان حالة من الاجتهاد الفني الذي يحقق ثراء للوسط الغنائي , كما أن عمرو نجح فى إحداث نقلة نوعية فى جودة الموسيقى لأنه اهتم باختياراته بشكل دقيق على مستوى الكلمات والألحان والتوزيع , ومن الظلم أن نضع تامر حسنى فى مقارنة مع عمرو دياب لأن هناك فارقا كبيرا على مستوى الخبرة والنضج الفني والتجارب الموسيقية لايمكن تجاوزه , فتامر مطرب جيد لكنه لا يسير على وتيرة واحدة فهو أحيانا يقدم أغنية جيدة وفيها ابتكار وبعدها أغنية سيئة وقد يرجع ذلك إلى رغبته فى تجربة السير فى أكثر من اتجاه أو لنقص خبرته فى اختيار ما يناسبه 0
ويقول الناقد فوزي إبراهيم : لا مبرر لهذا الضجيج المفتعل حول ما يسمى بالصراع بين عمرو دياب وتامر حسنى ولا أجد فى هذا الضجيج سوى رغبة خبيثة وملعونة للنيل من الاثنين معا وهو ما انبههما إليه وأحذرهما من الوقوع فيه وأطلب من كل المحيطين بالنجمين توخى اليقظة والحذر من الانزلاق فى هذا المستنقع المعد سلفا للكبير قبل الصغير 0
ويضيف فوزي إبراهيم – فى مقال سابق بمجلة الكواكب- : أرباب السوء يريدون أن يظهر النجم الأول فى العالم العربى عمرو دياب وكأن عرشه قد اهتز , وأنه على وشك السقوط من القمة التى اعتلاها لأكثر من عشرين عاما وأنه تحت دافع الحفاظ على هذه القمة لا يتوانى عن استخدام أقذر الوسائل لمحاربة نجم شاب هو الألمع والأكثر موهبة من أبناء الجيل الحالي وهو مايسىء شر إساءة الى عمرو على المستويين الفنى والانسانى وينهى تاريخ نجاحاته غير المسبوقة نهاية غير مشرفة , وفى نفس الوقت وبنفس الحجر يريدون ضرب تامر حسنى ويريدون أن يظهر بصورة المتطاول والمتجاوز والمتوهم لندية غير موجودة بينه وبين عمرو دياب , ولن أستطيع أن أخفى على تامر أولا وعلى عمرو ثانيا بعد أن وصل الصراع إلى الانترنت ومنتدياته وأدى إلى تجييش المعجبين من الجهتين وهو ما زاد الأمر سخونة , خاصة وأن الشكل الذي تدار به الحملة يبدو منظما ومخططا كما لو أن هناك من يدير الدفة لصالحه , ولا أجد مصلحة فى ذلك إلا لشركات الكاسيت التى لا يعنيها تأثير ذلك على تامر وعمرو على المدى البعيد 0
ويقول الناقد طارق الشناوي : فى الحياة الفنية هناك دائما قوتان تتناحران زمان كان هناك أم كلثوم ومنيرة المهدية ثم كان صراع أم كلثوم وعبد الوهاب الذي أدى الى انسحاب عبد الوهاب من ساحة الغناء واكتفائه بالتلحين وكذلك صراع عبد الحليم وفريد الأطرش رغم أن فارق العمر بينهما كان عشرون عاما حتى أن تلك الخلافات كانت تتطلب فى بعض الأحيان تدخل رئيس الجمهورية شخصيا ففي حفلات الربيع كان التلفزيون يذيع حفلا واحدا وحدث خلاف بين عبد الحليم وفريد فتدخل الرئيس عبد الناصر شخصيا وأمر بإذاعة حفل فريد على الهواء وتسجيل حفل عبد الحليم وإذاعته فى اليوم التالي , وأنا استمع إلى عمرو وتامر رغم أن الفارق الزمني بينهما يقترب من ثمانية عشر عاما , والحقيقة أنني أعتبر هذا الصراع تأكيدا على أن الاثنين حققا نجاحا جماهيريا , عمرو يغنى قرابة الثلاثين عاما ولا يزال يعتلى القمة ولهذا أطلق عليه أعضاء حزبه لقب "الهضبة" بينما تامر استطاع فى غضون سنوات قليلة لا تتجاوز الثمانية أن يمنح نفسه لقب "مطرب الجيل" ويحاول تامر دائما أن يؤكد أن هناك تساوى فى القوى وما ساعده على ذلك اعتراف كبار المطربين به كملحن مثل وردة وهاني شاكر00 وأنا أرى أن الاثنان يتميزان بالذكاء والقدرة على استخدام سلاح الإعلام والترويج لكل منهما وأيضا فى شن حملات على المنافس 0

وأخيرا فإن هناك دائما حدثا جديدا ومتجددا يزكى نار الخلافات بين عمرو دياب وتامر حسنى ومن المنتظر اشتعالها من جديد عندما تبدأ إذاعة الحملة الإعلانية لتامر حسنى مع إحدى شركات المياه الغازية التى كان عمرو دياب نجمها السابق , بالإضافة إلى البرنامج الذي يستعد تامر لتصويره بعنوان "المشوار" ويتضمن رحلته مع الغناء على غرار برنامج "الحلم" الذي قدمه عمرو دياب , وعلى هذا فإن المنافسة بينهما مازالت قائمة والصراع سيظل مستمرا 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق